9 مارس .. «يوم الشهيد» تخليدًا لذكرى الفريق عبدالمنعم رياض
تحتفل مصر اليوم بذكرى يوم الشهيد الذي يوافق 9 مارس من كل عام، وهو يوم استشهاد الفريق البطل عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة في عام 1969 أثناء حرب الاستنزاف، تكريما له وفخرا ببطولاته التي جسدت أسمى معاني التضحية والفداء .
وأوضح اللواء السيد علي الغالي مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب إن اختيار يوم 9 مارس ليكون يوما للشهيد يأتي تأكيدًا على أن جميع أفراد القوات المسلحة يتمنون الشهادة ، حيث أن الفريق أول عبدالمنعم رياض ، ضرب أروع مثال على ذلك بالرغم من أنه كان رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت إلا أنه كان دائما في الصفوف الأمامية تأكيدا على أن مكان القادة الحقيقي في الصفوف الأمامية وسط الجنود الأبطال الأمر الذي أدى لاستشهاده.
وحول خطة الاحتفال بـ "يوم الشهيد والمحارب القديم" هذا العام.. أوضح اللواء لوكالة "الشرق الأوسط" أنه لدى "جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب" خطة شاملة للاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم في جميع محافظات الجمهورية ، حيث سيقوم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي , ورئيس اركان حرب القوات المسلحة ، وقادة الأفرع الرئيسية ، ومدير جمعية المحاربين القدماء وكبار قادة القوات المسلحة وبعض القادة السابقين بوضع أكليل من الزهور على قبر الجندى المجهول.
وأضاف أنه سيتم إقامة شعائر صلاة الجمعة يوم 10 مارس بمسجد المشير طنطاوي بحضور القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي, ورئيس أركان حرب القوات المسلحة ، فضلا عن إقامة مهرجان رياضى بجهاز الرياضة للقوات المسلحة الاثنين 13 مارس الجارى ، تقام فيه مباريات ودية فى كرة السلة ، ورفع الأثقال وتنس الطاولة ، والعدو بالكراسي المتحركة ، (التتابع) بين فرق الجمعية ، وتقديم عروض للموسيقات العسكرية.
وأشار إلى أنه سيتم أيضا إقامة معرض فني للمحاربين القدماء بفرع الوفاء والأمل خلال الفترة من 16 وحتى 26 مارس الجارى ، وعقد ندوة تثقيفية بمسرح الجلاء بحضور القائد العام ورئيس الأركان ، وتكريم بعض قدامى قادة القوات المسلحة وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية, والأم المثالية على مستوى أسر الشهداء.
وأوضح مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب أن الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أصدر توجيهاته بتكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، بالشكل الذي يتناسب مع التضحيات التي قدموها فداء للوطن.
كما أمر وزير الدفاع بمضاعفة قيمة الإعانات والمساعدات لمصابي العمليات الحربية وأسر الشهداء.
وأشار إلى أن الجمعية تنظم عدد 3 رحلات عمرة وحج سنويا لأسهر الشهداء ومصابي العمليات الحربية وأعضاء الجمعية، فضلا عن تقديم الرعاية الطبية الشاملة مع الإقامة والإعاشة لمصابي العمليات الحربية خلال الحروب المختلفة، وحرب 1973 أو أثناء الخدمة بالإضافة إلى مصابي وزارة الداخية ومتحدي الإعاقة من المدنيين، كما تساعد الجمعية المصابين في ممارسة الأنشطة الرياضية بالنادي الرياضي للجمعية بفرع الوفاء والأمل من خلال 5 فرق رياضية للمصابين وهي "السباحة - تنس الطاولة - كرة السلة - رفع الأثقال - ألعاب القوى".
خط بارليف
بدأت خطة تدمير خط برليف بنجاح يوم 8 مارس 1969 وانطلقت نيران المصريين على طول جبهة القتال وكبدت العدو الإسرائيلي أكبر قدر من الخسائر في وقت قليل، ثم هدأت الأمور حتى صباح اليوم التالي.
وفي صبيحة اليوم التالي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق عبدالمنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 66 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة"، جملة قالها الفريق عبدالمنعم رياض خلال توجهه للجبهة ، وبعدها قام العدو فجأة بفتح نيرانه على المنطقة التي كان يقف فيها رياض وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء فاستشهد الفريق بين جنوده.
تضحية الفريق رياض واستشهاده بين جنوده في وقت المعركة، رفع الروح المعنوية للجنود المصريين في الوقت ذاته، وأرسل رسالة قوية للتلاحم بين القادة والجنود في حرب الاستنزاف، فما كان من الفيادة المصرية وقتها إلا أن اختارت يوم استشهاده 9 مارس "يوم الشهيد المصري"، تخليدا لذكرى رحيل قائد من أعظم القادة العسكريين المصريين منحه الرئيس جمال عبدالناصر نجمة "الشرف العسكرية"، التي تعتبر أعلى وسام عسكري في مصر.
وكانت جنازته مشهودة إذ خرجت جموع الشعب المصري وكان يتقدمها الرئيس جمال عبدالناصر.
حياته ومناصبه
الفريق عبدالمنعم رياض، ولد في قرية سبرباي، التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، فى شهر أكتوبر عام 1919، لأب عقيد في الجيش ، وعندما حصل على الثانوية فى عام 1936 بمجموع كبير، دخل كلية الطب ، لكن سرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية .
وعين عبد المنعم رياض بعد تخرجه في سلاح المدفعية، والتحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942 حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية.
وخلال عامي 1947 – 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.
تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، عام 1953، وفي العام التالي اختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي عام 1958، لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب (الجنرال الذهبي).
بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960 ثم نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1961، وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، ثم اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات خلال عامي 1962 – 1963، وفي عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.
ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا، حسب ما جاء في "موسوعة مقاتل: عبد المنعم رياض".
وفي 30 مايو 1967، عبن الفريق قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان، وأعلن قائدا عاما للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه فى 11 يونيو رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها، بعد أن تأثرت بالنكسة.
وفي عام 1968 عين أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية، وكان آخر ما أسند إليه من مهام إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال ما عرف بحرب الاستنزاف.
وحقق عبد المنعم رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف، مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968.